إفتتاحية
في خضم ما يشهده الإعلام الإلكتروني من حراك في الآونة الأخيرة، و الإهتمام الذي أصبح يوليه المتتبعون لهذا الحقل الاعلامي والذي بدأ يفرض نفسه بقوة داخل المنظومة الإعلامية، ساهم في ذلك مسايرته للتطور الذي يشهده عالم المعلوميات، والتأثير الذي لحق المشهد الإعلامي بصفة عامة ، بالإضافة إلى سهولة ولوجه، وفاعليته، وكذا سرعة تجديد وتحيين محتواه .فيكفيك أن تكون فقط متصلا بشبكة الانترنيت حتى تجد نفسك ببضع نقرات وسط كم هائل من المعلومات والأخبار كل هذه المعطيات ساهمت بشكل كبير في تعبيد الطريق أمام هذا الإعلام الفتي لينافس بذلك أعتى و سائل الإعلام التقليدية.
كيف جاءت الفكرة
و نحن نفكر في مشروع تخرجنا لفت انتباهنا غياب أي مرجع إعلامي للمعهد قد يعود إليه الطلبة لإبراز قدراتهم و نشر إنتاجاتهم الصحفية ،كان لابد أن نخطو خطوة تمكننا من إستدراك هذا الفراغ باستثمار كل ما نملك من خبرات لكي نشركهم معنا في تحقيق هذا المبتغى بحيث سنتحول من مستهلكين للمعلومة إلى مساهمين في إنتاجها.

اخر ما كتب

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

أحلام تلميذ مفشل دراسيا

أحلام تلميذ مفشل دراسيا

رضوان مبشور

طالما حلمت و أنا صغير ببابا نويل , كنت أتخيله وهو ينزل من السماء بقامته و حصانه الأبيض وعصاه السحرية مستعدا لتحقيق أحلامنا الصغيرة , هكذا كنت أتصوره و أنا معجب بشخصيته بلباسه الأحمر ولحيته البيضاء الكثيفة وهو يطوف على المنازل ويوزع الهدايا و المفاجآت .                

     الحلم ذاته ما زال يراودني رغم أني لست طفلا , أتخيل نفسي في لحظات صفاء أمام بابا نويل , أتوسل إليه أن يحقق لي حلما واحدا , لا أحلم إلا بمنصب كاتب الدولة في وزارة التربية الوطنية لمدة دقيقة لا غير , أعلم أنه حلم من سابع المستحيلات في بلادي , لكن لاأحد يمنعني من الحلم لأنه ليس بالمستحيل مادام تحقيقه مباح خصوصا أني لا أطالب إلا بمنصب و لمدة دقيقة فقط , أجلس خلالها على ذلك الكرسي الوتير المريح الباهض الثمن لأحقق أحلامي .                                      


     أتخيل نفسي كاتبا للدولة في وزارة التربية الوطنية لست من الطامحين إلى السلطة أو المشدودين إلى جبروتها, إلا أني أريد أن أحكم لمدة ستين ثانية فقط . فكيف يعقل للمغرب أن يتواجد في ديل ترتيب الدول من حيث مستوى التعليم , فحتى قطاع غزة المحاصر و العراق المحتل أحسن منا .     

     ففي حدود الثامنة و 00 ثانية وهي لحظة تربعي على عرش وزارة التربية الوطنية , وأول قرار سأوقع عليه هو طلب الإعتدار من كل التلاميذ لسياسة التفشيل الدراسي التي باتت الدولة تنهجها في حقهم , أعدكم سأفعل , حينها سيدكرني التاريخ بأنني منصف المظلومين ما دمت ساهمت في إنصاف تلاميذ دنبهم الوحيد ولوجهم المدرسة . ولأنني متمسك بتقاليد المغاربة , سأرسم على رأس كل تلميذ
"عفوا أيها التلميذ المفشل دراسيا " و أرسم على خده قبلة إعتدار أمام الجميع .                      

     وفي حدود الساعة الثامنة و30 ثانية سأوقع على قرار بتسوية وضعية رجال التعليم لجعلهم يشتغلون في وضعية مريحة , و الإعتدار لهم أيضا على ما أرتكب في حقهم . وسأوقع على تالث وثيقة في حدود الساعة الثامنة و 45 ثانية , وأنا مستلق على الكرسي المغناطيسي على تغييرجميع المقررات الدراسية , وذلك بعدما طلبت من بابانويل إحضار وزير التربية الوطنية لأسئله هل إبنه يدرس في هذه المقررات , فأجابني ب (لا ), لأن هذه المقررات مخصصة فقط لأبناء الشعب و ليس لأبناء أرباب الشعب . و لأنني متمسك بفكرة أن من أراد أن يعرف سر تخلف أمة فما عليه إلا أن يرجع إلى مقرراتها الدراسية . لذلك لن أتردد و لو للحظة على التوقيع على هذا القرار . لكن وللأسف أطلت الحوار مع وزير التربية الوطنية ليفاجئني بابانويل أن الثامنة والدقيقة الواحدة قد أشرفت على بدايتها وهو ما إتفقناعليه . وقبل مغادرتي مكتبي في حدود الثامنة و 59 ثانية أوصيت خيرا بكل من يدرس ويدرّس, فهم حتما جيل الأمل يستحقون الأوسمة و النياشين بدل نهج سياسة التفشيل الدراسي في حقهم, وسأدشن صنابير المعرفة في جميع البيوت .                                              

     ولسوء حظ الأميين فقد نسيتهم , في المغرب نسبة الأمية تجاوزت 95 في المئة , لأن الأمي ليس هو من لا يعرف القراءة والكتابة , بل الأمي هو ذلك الشخص الحاصل على شهادة الدكتوراه , الوزير , الأستاد ,المتقف … ولايجدد معرفته , هو في 2010 ويسير حياته بحداثة 2009 أو بحداثة الأمس فقط , فأول شئ يجب أن نلقنه للأمي ليس الحروف الهجائية أو الأرقام , قبل ذلك يجب أن نعلمه كيف يستيقظ وكيف ينام , وأقصد هنا ثنائية الحياة و الموت .                                              

     وللأسف رن المنبه معلنا إشراقة يوم جديد , فأفقت و اكتشفت هشاشة حلمي . رغم دلك أفلا أستحق هذ الحلم الجميل ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع إلكتروني إعلامي، عين و لسان كل صحفي

IJAPRESS. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ارشيف المجلة

التعليقات الاخيرة

اخر ما اضاف