إفتتاحية
في خضم ما يشهده الإعلام الإلكتروني من حراك في الآونة الأخيرة، و الإهتمام الذي أصبح يوليه المتتبعون لهذا الحقل الاعلامي والذي بدأ يفرض نفسه بقوة داخل المنظومة الإعلامية، ساهم في ذلك مسايرته للتطور الذي يشهده عالم المعلوميات، والتأثير الذي لحق المشهد الإعلامي بصفة عامة ، بالإضافة إلى سهولة ولوجه، وفاعليته، وكذا سرعة تجديد وتحيين محتواه .فيكفيك أن تكون فقط متصلا بشبكة الانترنيت حتى تجد نفسك ببضع نقرات وسط كم هائل من المعلومات والأخبار كل هذه المعطيات ساهمت بشكل كبير في تعبيد الطريق أمام هذا الإعلام الفتي لينافس بذلك أعتى و سائل الإعلام التقليدية.
كيف جاءت الفكرة
و نحن نفكر في مشروع تخرجنا لفت انتباهنا غياب أي مرجع إعلامي للمعهد قد يعود إليه الطلبة لإبراز قدراتهم و نشر إنتاجاتهم الصحفية ،كان لابد أن نخطو خطوة تمكننا من إستدراك هذا الفراغ باستثمار كل ما نملك من خبرات لكي نشركهم معنا في تحقيق هذا المبتغى بحيث سنتحول من مستهلكين للمعلومة إلى مساهمين في إنتاجها.

اخر ما كتب

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

صراع السلطتين الأولى و الرابعة

  صراع السلطتين الأولى و الرابعة

 رضوان مبشور 
 بقدر ما تتعاظم أدوار الصحافة في مغرب اليوم بقدر ما يتعاظم الإنشغال الرسمي بهذه القفزة النوعية و الجرأة الكبيرة التي أصبح يتمتع بها الصحفيون في معالجتهم للمسكوت عنه وإهمالهم للخطوط الحمراء الوهمية التي تضعها الدولة وتفسرها على هواها , مما جعل الصحافة تتبوؤ موقعا بارزا في الساحة العامة . هذا الموقع أصبح يزعج السياسيين مبررين غضبهم كون الصحافة أصبحت تتطاول على السلط والمؤسسات , وتسمح لنفسها بلعب أدوار لا أهلية لها بها وليست من صميم وظائفها ,وظهور مفهوم جديد وهو السياسي الذي لا مشروعية له وهو الصحفي .                                                                                                               

          وقد جاءت هذه التحديات في ظل إنتكاسات تعيشها الأحزاب السياسية , حتى أصبح الجميع في المغرب يعتبر الصحافة المستقلة أقوى من أي حزب سياسي من خلال الحيوية السياسية و التأتير في الرأي العام , فيكفي أن نشير في هذا الصدد أنه خلال الإنتخابات البرلمانية الأخيرة بررت أحدى الأحزاب السياسية فشلها كون إحدى الجرائد (المستقلة) كانت السبب الرئيسي في فشلها من خلال شحن الرأي العام بفشل سياسة الحزب . وهكذا فقد أصبحت الصحافة المستقلة  تفرض نفسها كأحد أبرز اللاعبين في المعادلة السياسية . ليبقى بذلك السؤال المطروح هو حول نوعية العلاقة التي تربط الصحفي و السياسي في ظل المتغيرات التي يشهدها القطاعين السياسي و الإعلامي .                 




          لابد في البداية أن نؤكد أن هذه العلاقة هي جدلية تاريخية وقضية كائنين , فهذا الصراع ولد يوم ولدت الصحافة لأول مرة قي بريطانيا . لكن الأمر يختلف شيئا ما في المغرب عن باقي دول العالم , فصراع السلطتين الأولى و الرابعة بالمغرب تتحكم فيه عدة إرهاصات تاريخية خاصة كون أغلب الزعماء السياسيين كانو صحفيين , وهنا نستحضر المهدي بن بركة , علال الفاسي , المختار السوسي , عبد الرحيم بوعبيد وعمربنجلون..                                                .                                                                                                                               

     وهكذا فالعلاقة بين الصحفي و السياسي هي علاقة إلتباس وليدة تجربة تاريخية , فالصحفي كان دائما يدخل في جلباب السياسي ويشتغل بأدواته و العكس صحيح . فمنذ مرحلة الإستقلال وصولا إلى صدور هيئة الإنصاف و المصالحة كان الصحفي مناضلا تحول فيما بعد إلى سياسي , ومن الطبيعي  أن يكون خصما لذودا للسلطة التي تحاول دائما أن تؤثر على الجهاز التنفيدي للسلطة الإديولوجية و التي تلعب دورها الصحافة .                                                                          



          وفي ذات السياق لابد من الإشارة إلى أن أكبر الأنانيين هم الصحفيين و السياسيين , لذلك نجد دائما هذا الصراع قائم , بحيث نجد الصحفي يحاول أن يفجر تناقضات السياسي و محاصره من كل الجهات من أجل الوصول إلى غايته وهو الخبرأو المعلومة . أما بالنسبة للسياسي فالصحفي شيطان يروج السؤال ويبحث عن الفتنة.                      .                                                                                          

          وعند رجوعنا إلى طبيعة النزاعات الدائرة بين الصحفيين و السياسيين نجد أن أغلبها يدور حول المال , الجنس , الدين و الملكية . رغم ذلك فهذا الصراع صحي و يدل على خروج المغرب من مرحلة و رغبته الدخول  في مرحلة أخرى أكثر تحررا .                                              



          ما نجده في المغرب لايختلف كتيرا عن باقي دول العالم ,حيث يرى الصحفي الهولندي هندريكس أن الصراع الجاري بين الإعلام و السياسة  يحمل على مفهوم الإعلام كسلطة . هذا المصطلح له وجهان , من جهة هو وصفي يرتكز على التأتير الكبير الذي يمارسه الإعلام , ومن جهة ثانية هو نقدي وجوهره أن تأثير وسائل الإعلام هو أكبر من اللازم وفي الوقت الراهن يمكن أن ينحرف إلى الإتجاه غير المرغوب . أما التأثير غير المحتمل للإعلام على السياسة فهو متعدد الوجوه . الإعلام يكون نشيطا في مجال الرقابة و البحث والإستشارة و الضغط , وبهذا يضيف دائما هندريكس قائلا : "الإعلام جاء للسباحة في مياه القوى الأخرى . إذا تم التركيز على قوة الإعلام في الحقل الشعبي بطيف واسع من التطلعات , تبرزها أمامنا أربع مجموعات من الوظائف: الجدولة , التسييس , الشفافية و الرقابة .                                                                        





          في هذا السياق ظهرت إلى الوجود معادلة أخرى بخصوص التدخل الأجنبي في حق الصحافة,والتي نلخصها في المقولة التالية لدافيد وارملز المسؤول عن قسم الشرق الأوسط في فريق ديك تشيني الذي تنبأ لخطورة الإعلام على سياسة أمريكا في المنطقة وصرح قائلا:"من ضمن خطتنا لابد أن ننتبه للإعلام, الإعلاميون كلهم أعداء , وكلهم يمكن أن يشكلو معسكر الخصم . لكن لابد أن نجد إسطبلا من الإعلاميين العرب يشبه سفينة نوح , الأحصنة في هذا الإسطبل وظيفتهم أن يقولوا دائما أن سوريا و إيران هما المشكلة. أما الحمير فهم من يصدقوننا بأننا نريد الديموقراطية.أما حضيرة الخنازير الذين يقتاتون على فضلاتنا فمهمتهم كلما أعددنا مؤامرة أن يقولوا أين هي المؤامرة ؟                      



          هذا الكلام إن دل على شيئ فإنما يدل على مدى إنزعاج السياسي من الصحفي,مما ولد لنا إشكالية أخرى وهي هل هناك حرية في الصحافة ؟إذا نظرنا للمشهد الصحفي المغربي نجد مثلا جريدة العلم  تطبل لحزب الإستقلال ,جريدة الإتحاد الإشتراكي تزمر للسياسة حزب الإتحاد الإشتراكي ,التجديد تلمع صورة الإسلاميين ,وبالتالي فالصحفي ليس حرا ولكنه تابع لخط تحريري معين,لايمكنه  أن يتناول أي شيئ يتنافى وسياسة الجهة التي تموله بالدرجة الأولى ولو كان حقيقة .                



          وحتى بعض الجرائد التي تدعي الإستقلالية ,ففي كثير من الأحيان ما نفاجئ بتواجد سياسيين في مكتبها الإداري ,أو جهات أخرى حكومية أو غير حكومية تقف وراءها,وبالتالي فإذا كان منبر إعلامي مستقل عن الأحزاب السياسية ,هذا لا يعني كونه مستقلا عن جهات أخرى تدعمه وتموله ,إن لم تكن محلية فأجنبية .                                                                              

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع إلكتروني إعلامي، عين و لسان كل صحفي

IJAPRESS. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ارشيف المجلة

التعليقات الاخيرة

اخر ما اضاف