صحفية و لكن
صفاء الهراز
حضور المرأة في
مغرب اليوم أمر بات يوصف بالضروري و الملح خاصة و ان المجتمع أصبح واعيا بدورها في
استكمال جميع مشاهد الحياة اليومية في البلاد اجتماعية .سياسة . فنية و حتى دينية.
و في المغرب قد يبدو الأمر أكثر سلاسة و سهولة مما هو عليه في باقي البلاد العربية
نظرا لانخراط المرأة المغربية القوي في
مختلف الفعاليات و الأنشطة و دخولها غمار العمل الجمعوي و إثباتها مهاراتها في
القيام بذلك .
في مجال الصحافة
الجسد الذي انتمي إليه و أعيش اكراهاته يوميا كان من الصعب الاندماج فيه في عالم
رجولي بنسبة متضخمة.حيث أن تعداد النساء الصحفيات قد يكبر و قد يصير مهما لكنه لا
يضاهي نسبة الصحفيين الرجال... في واقع كهذا و في مشهد إعلامي جهوي لا يسع المرأة
الصحفية إلا أن تصارع من اجل إثبات جدارتها في الميدان و إثبات أن بني جنسها قد
يتفوقون على الجنس المقابل دون تكبد خسارات جوهرية تمس كيان المرأة و تفقدها
عنفوانها و كرامتها و أنوثتها... كوننا صحفيات في مغرب اليوم يعطينا امتيازات
افتراضية قد نسعى لتحقيقها و التمتع بها لكننا نتراجع حينما نعلم أنها حبر خط على
ورق و أننا حينما اخترنا مهنة المتاعب علمنا حينئذ أننا متسلحات بقوة العزيمة و ب-ترجليت-
في الوسط الإعلامي.
أن تكوني صحفية
جهوية و مبتدئة يفرض عليك مجموعة من التحديات و طريقا تنتظر تعبيدها أولا و لا
أخفيك أيها القارئ(ة) أن جل الصحفيات الجهويات اللواتي يصممن على العمل جهويا
اختياريا أو إجباريا يحاولن تغيير ما يجدنه في الساحة الإعلامية الجهوية و القدوم
بأفكار جديدة و خطط عمل عصرية تحترم المهنية و تدعم دورهن في المجتمع و تحافظ على
كيانهم الخاص جدا لكن هيهات أن ينجحن في تطبيق كل هذا على ارض الواقع فهن أسيرات
للعادات و للمسلمات و ل - لا للتغيير- و الخضوع لما هو جار العمل به و
انتظار ان يمنحن الفرص من صحفيين أمثالهم في الميدان و ربما قد تختلف المستويات
هنا لتجد الصحفية نفسها تتخبط يوميا مع ممارسات مخزية في حق الإعلام من طرف كما
تعودت على تسميتهم- أشباه الصحفيين- و الخضوع أيضا لانتظار أن تأتي الموافقة على
التداريب الميدانية و على العمل في مركز المغرب العريق و المتقادم مدينة الرباط.
قد لا نعمم الوضع
على جل الصحفيات الجهويات لكن الشائع هو هذا و تغييره رهين برغبة نساء الإعلام في
التغيير و لكل صحفي رجل و جهوي أقول ادعموا نساء الإعلام فهن جديرات بالنهوض بالإعلام
الجهوي و العمل سوية على تحقيق ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق