إفتتاحية
في خضم ما يشهده الإعلام الإلكتروني من حراك في الآونة الأخيرة، و الإهتمام الذي أصبح يوليه المتتبعون لهذا الحقل الاعلامي والذي بدأ يفرض نفسه بقوة داخل المنظومة الإعلامية، ساهم في ذلك مسايرته للتطور الذي يشهده عالم المعلوميات، والتأثير الذي لحق المشهد الإعلامي بصفة عامة ، بالإضافة إلى سهولة ولوجه، وفاعليته، وكذا سرعة تجديد وتحيين محتواه .فيكفيك أن تكون فقط متصلا بشبكة الانترنيت حتى تجد نفسك ببضع نقرات وسط كم هائل من المعلومات والأخبار كل هذه المعطيات ساهمت بشكل كبير في تعبيد الطريق أمام هذا الإعلام الفتي لينافس بذلك أعتى و سائل الإعلام التقليدية.
كيف جاءت الفكرة
و نحن نفكر في مشروع تخرجنا لفت انتباهنا غياب أي مرجع إعلامي للمعهد قد يعود إليه الطلبة لإبراز قدراتهم و نشر إنتاجاتهم الصحفية ،كان لابد أن نخطو خطوة تمكننا من إستدراك هذا الفراغ باستثمار كل ما نملك من خبرات لكي نشركهم معنا في تحقيق هذا المبتغى بحيث سنتحول من مستهلكين للمعلومة إلى مساهمين في إنتاجها.

اخر ما كتب

الثلاثاء، 27 دجنبر 2011

المؤتمر الدولي الأول حول شجرة أركان بأكادير


 المؤتمر الدولي الأول حول شجرة أركان بأكادير
تغطية محمد اسوار و غزلان قصير
نظمت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات  وشجر الأركان ،ابتداء من الخميس 17 دجنبر 20011 إلى 19 منه  ، المؤتمر الدولي الأول حول شجرة أركان  بمدينة اكادير  ، في إ يطار ما يسمى بمخطط "المغرب الأخضر " بمشاركة كل من وزارة الفلاحة ، المندوبية السامية للمياه و الغابات ، ممثل كل من الوكالة الوطنية لتنمية الواحات  و ممثل المعهد الوطني للبحث الزراعي ، رؤساء المصالح الخارجية و الغرف و جميع الجمعيات و التعاونيات التي لها علاقة بشجرة الأركان.
كان هذا اللقاء فرصة من أجل تسطير مجموعة من الأهداف كان أهمها:

1-  تبادل الخبرات العلمية و الفنية بين الباحتين المغاربة و نظراءهم الأجانب في محاولة للرفع من مردودية 
 الإنتاج عن طريق التكثير من شجرة الأركان على دراسة علمية، هده الأخيرة التي ركزت على جانب التباين الوراثي للشجرة ، مكوناتها المرفولوجية  و الفيزيولجية ، دراسة التنوع الجيني ،إعادة غرسها و إنتاج الشتائل، بالإضافة إلى التنمية الاجتماعية و الاقتصادية
2-  التنمية الاجتماعية و الاقتصادية، نظرا لأهمية هذه الشجرة باعتبارها إطارا  للتنمية المستدامة  ، لذلك  يتطلب القيام بمجهودات جبارة من أجل تحقيق التوازن البيئي و السوسيواقتصادي ، فاقتصاديا مثلا تنتج منطقة سوس ماسة درعة زيت أركان  ، التي يصل تمنها إلى أكتر من 400 درهم  للتر ، و قد تضاعف هدا الثمن بعدما أصبحت  هده الزيوت  تستعمل في صناعة مواد التجميل الطبيعي ، بحيث تصدر لبعض الدول الأوربية و بهذا أصبحت تنافس بعض مواد التجميل  الغنية عن التعريف ك (Guerlain ) و (Efsain loren) حتى إن بعض هده المواد  أو المنتجات العالمية أصبحت تستعمل  مستخلصات شجرة أركان في تصنيع منتجاتها.
قامت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر أركان بدور التنسيق و البحث العلمي  ،كما جاء  على لسان  الأستاذ إدريس  فاسي موضحا أن أركان سيبقى  صامدا في وجه التصحر  و في وجه المنافسة الكبيرة ، منافسة ليست فقط بشرية بقدر ما هي طبيعية أيضا تتمثل أساسا في عملية التصحر ، فرغم أن مساحة الأركان تقارب 80.000 هكتار ، إلا أن شجرة الأركان مازالت مستعصية على  غزو الصحراء ، كما أن الظروف الطبيعية تؤثر بشكل كبير على الأركان خصوصا  التربة و تعرض الشجرة للترميل ، كما يعاني المجال  أيضا من الجفاف  البيمطري .
إلى جانب هده الظروف الطبيعية هناك عوامل بشرية تؤثر بشكل سلبي في  تنمية قطاع الأركان لعل أهمها:
-        التموقع الصعب أمام خيارات  حضارية حرجة و دلك بسبب توسع المجال الحضاري
-        التنافس بين الشجرة و الماء
-        قضية الإبل و الرعي الجائر سبب رئيسي أيضا في تراجع شجرة أركان
-        البنيات التجهيزية    غير متكيفة مع البيئة مما يؤدي إلى استنزاف المجال البيئي بشكل عام .
      -  مسالك التنمية المستحدثة و إتلاف الموارد الطبيعية المائية منها و الغابوية
      -  حفر الآبار لعب دورا سلبيا في تحوير اتجاه المياه
     - ..... الخ

كل هاته المشاكل التي تتخبط فيها شجرة أركان  دفع مجموعة من الهيات العلمية و الباحتين إلى اقتراح حلول علها  تخفف من معاناة الشجرة و لعل ابرز ها:
-        مقاربة محميات  المحيط  الحيوي (اليونسكو) من أجل الانبعاث
-         إعادة التأهيل البيئي و جهود التثمين و الاقتصاديات الرفيعة
-        إقامة أبحاث و مراكز علمية  و المصادقة على اتفاقيات بيئية كبروتوكول "ناكويا" ... الخ.
أجمعت جل المداخلات على أهمية شجرة أركان في الطب التقليدي و الجمالي، فطبيا مثلا يمكن استعمالها لمعالجة أمراض عدة كآلام المفاصل، تساقط الشعر، تسهيل التنفس....
ونظرا لدلك و لأهمية هده الشجرة ، قامت الدولة بإتخاد إجراءات –حسب الأساتذة الباحثين دائما – لإعادة تسويق  منتجتها ، و ذلك عن طريق تحسين تقييم السلع،تنظيم دراسات تسويقية (marketing)،إنشاء مواقع إلكترونية من أجل التعريف بمنتوج شجرة أركان و تأسيس جمعيات و تعاونيات  ( كتعاونية التامري كمثال لا للحصر) التي  تشغل طاقات نسائية .
يمكن القول أن هذا المؤتمر لقي نجاحا كبيرا على الصعيد التنظيمي و العلمي ، كما جاء على لسان كلمة المسئول عن وكالة الغابة و المياه التي نوه بمشاركة وكالة البحث العلمي الذي أكدت حضورها بالنتائج الجيدة التي توصلت إليها.
كما تجدر الإشارة أنه خلال المؤتمر تم توقيع اتفاقيتين بين الوكالة الوطنية لتنمية الواحات و شجرة أركان و بين الفيدرالية البيمهنية المغربية  لأركان ، دون الاستغناء عن الإشارة   إلى أن المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر  ،بادرت إلى إطلاق مجموعة من المشاريع المتعلقة بتثمين و تخليف شجرة أركان (أي البحث عن خلف لها)  ، في مخطط عشري يمتد بين 2005و 2014، يهدف إلى تحفيظ 116الف و 200  هكتار ،و تهيئة 114 ألف و 500 هكتار إضافة إلى رفع المساحات التي تشملها عملية التخليف إلى 4 ألاف
هكتار في أفق 2014في منطقة سوس دائما .
هكذا إذن كان هدا اللقاء الدولي موعدا سنويا انطلاقا من هده السنة، في انتظار المؤتمر الثاني و ما سيأتي به من جديد ، خصوصا أن هناك دول قامت بمحاولات لزراعة الأركان لكنها باءت بالفشل  كإسرائيل .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع إلكتروني إعلامي، عين و لسان كل صحفي

IJAPRESS. يتم التشغيل بواسطة Blogger.