المؤتمر الدولي الأول حول شجرة أركان بأكادير
تغطية محمد اسوار و غزلان قصير
نظمت
الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ،ابتداء من الخميس 17 دجنبر 20011
إلى 19 منه ، المؤتمر الدولي الأول حول
شجرة أركان بمدينة اكادير ، في إ يطار ما يسمى بمخطط "المغرب الأخضر
" بمشاركة كل من وزارة الفلاحة ، المندوبية السامية للمياه و الغابات ، ممثل
كل من الوكالة الوطنية لتنمية الواحات و
ممثل المعهد الوطني للبحث الزراعي ، رؤساء المصالح الخارجية و الغرف و جميع
الجمعيات و التعاونيات التي لها علاقة بشجرة الأركان.
كان
هذا اللقاء فرصة من أجل تسطير مجموعة من الأهداف كان أهمها:
1- تبادل
الخبرات العلمية و الفنية بين الباحتين المغاربة و نظراءهم الأجانب في محاولة
للرفع من مردودية
الإنتاج عن طريق
التكثير من شجرة الأركان على دراسة علمية، هده الأخيرة التي ركزت على جانب التباين
الوراثي للشجرة ، مكوناتها المرفولوجية و
الفيزيولجية ، دراسة التنوع الجيني ،إعادة غرسها و إنتاج الشتائل، بالإضافة إلى
التنمية الاجتماعية و الاقتصادية
2- التنمية
الاجتماعية و الاقتصادية، نظرا لأهمية هذه الشجرة باعتبارها إطارا للتنمية المستدامة ، لذلك
يتطلب القيام بمجهودات جبارة من أجل تحقيق التوازن البيئي و السوسيواقتصادي
، فاقتصاديا مثلا تنتج منطقة سوس ماسة درعة زيت أركان ، التي يصل تمنها إلى أكتر من 400 درهم للتر ، و قد تضاعف هدا الثمن بعدما أصبحت هده الزيوت
تستعمل في صناعة مواد التجميل الطبيعي ، بحيث تصدر لبعض الدول الأوربية و
بهذا أصبحت تنافس بعض مواد التجميل الغنية
عن التعريف ك (Guerlain )
و (Efsain loren) حتى إن
بعض هده المواد أو المنتجات العالمية
أصبحت تستعمل مستخلصات شجرة أركان في
تصنيع منتجاتها.
قامت
الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر أركان بدور التنسيق و البحث
العلمي ،كما جاء على لسان
الأستاذ إدريس فاسي موضحا أن أركان
سيبقى صامدا في وجه التصحر و في وجه المنافسة الكبيرة ، منافسة ليست فقط
بشرية بقدر ما هي طبيعية أيضا تتمثل أساسا في عملية التصحر ، فرغم أن مساحة
الأركان تقارب 80.000
هكتار ، إلا أن شجرة الأركان مازالت مستعصية على غزو الصحراء ، كما أن الظروف الطبيعية تؤثر
بشكل كبير على الأركان خصوصا التربة و
تعرض الشجرة للترميل ، كما يعاني المجال
أيضا من الجفاف البيمطري .
إلى
جانب هده الظروف الطبيعية هناك عوامل بشرية تؤثر بشكل سلبي في تنمية قطاع الأركان لعل أهمها:
-
التموقع الصعب أمام خيارات حضارية حرجة و دلك بسبب توسع المجال الحضاري
-
التنافس بين الشجرة و الماء
-
قضية الإبل و الرعي الجائر سبب
رئيسي أيضا في تراجع شجرة أركان
-
البنيات التجهيزية غير متكيفة مع البيئة مما يؤدي إلى استنزاف
المجال البيئي بشكل عام .
- مسالك
التنمية المستحدثة و إتلاف الموارد الطبيعية المائية منها و الغابوية
-
حفر الآبار لعب دورا سلبيا في تحوير اتجاه المياه
- ..... الخ
كل
هاته المشاكل التي تتخبط فيها شجرة أركان
دفع مجموعة من الهيات العلمية و الباحتين إلى اقتراح حلول علها تخفف من معاناة الشجرة و لعل ابرز ها:
-
مقاربة محميات المحيط
الحيوي (اليونسكو) من أجل الانبعاث
-
إعادة التأهيل البيئي و جهود التثمين و
الاقتصاديات الرفيعة
-
إقامة أبحاث و مراكز علمية و المصادقة على اتفاقيات بيئية كبروتوكول
"ناكويا" ... الخ.
أجمعت
جل المداخلات على أهمية شجرة أركان في الطب التقليدي و الجمالي، فطبيا مثلا يمكن
استعمالها لمعالجة أمراض عدة كآلام المفاصل، تساقط الشعر، تسهيل التنفس....
ونظرا
لدلك و لأهمية هده الشجرة ، قامت الدولة بإتخاد إجراءات –حسب الأساتذة الباحثين
دائما – لإعادة تسويق منتجتها ، و ذلك عن
طريق تحسين تقييم السلع،تنظيم دراسات تسويقية (marketing)،إنشاء مواقع إلكترونية من أجل التعريف بمنتوج شجرة
أركان و تأسيس جمعيات و تعاونيات (
كتعاونية التامري كمثال لا للحصر) التي
تشغل طاقات نسائية .
يمكن
القول أن هذا المؤتمر لقي نجاحا كبيرا على الصعيد التنظيمي و العلمي ، كما جاء على
لسان كلمة المسئول عن وكالة الغابة و المياه التي نوه بمشاركة وكالة البحث العلمي
الذي أكدت حضورها بالنتائج الجيدة التي توصلت إليها.
كما
تجدر الإشارة أنه خلال المؤتمر تم توقيع اتفاقيتين بين الوكالة الوطنية لتنمية
الواحات و شجرة أركان و بين الفيدرالية البيمهنية المغربية لأركان ، دون الاستغناء عن الإشارة إلى أن المندوبية السامية للمياه و الغابات و
محاربة التصحر ،بادرت إلى إطلاق مجموعة من
المشاريع المتعلقة بتثمين و تخليف شجرة أركان (أي البحث عن خلف لها) ، في مخطط عشري يمتد بين 2005و 2014، يهدف إلى
تحفيظ 116الف و 200 هكتار ،و تهيئة 114
ألف و 500 هكتار
إضافة إلى رفع المساحات التي تشملها عملية التخليف إلى 4 ألاف
هكتار
في أفق 2014في منطقة سوس دائما .
هكذا
إذن كان هدا اللقاء الدولي موعدا سنويا انطلاقا من هده السنة، في انتظار المؤتمر
الثاني و ما سيأتي به من جديد ، خصوصا أن هناك دول قامت بمحاولات لزراعة الأركان
لكنها باءت بالفشل كإسرائيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق