إفتتاحية
في خضم ما يشهده الإعلام الإلكتروني من حراك في الآونة الأخيرة، و الإهتمام الذي أصبح يوليه المتتبعون لهذا الحقل الاعلامي والذي بدأ يفرض نفسه بقوة داخل المنظومة الإعلامية، ساهم في ذلك مسايرته للتطور الذي يشهده عالم المعلوميات، والتأثير الذي لحق المشهد الإعلامي بصفة عامة ، بالإضافة إلى سهولة ولوجه، وفاعليته، وكذا سرعة تجديد وتحيين محتواه .فيكفيك أن تكون فقط متصلا بشبكة الانترنيت حتى تجد نفسك ببضع نقرات وسط كم هائل من المعلومات والأخبار كل هذه المعطيات ساهمت بشكل كبير في تعبيد الطريق أمام هذا الإعلام الفتي لينافس بذلك أعتى و سائل الإعلام التقليدية.
كيف جاءت الفكرة
و نحن نفكر في مشروع تخرجنا لفت انتباهنا غياب أي مرجع إعلامي للمعهد قد يعود إليه الطلبة لإبراز قدراتهم و نشر إنتاجاتهم الصحفية ،كان لابد أن نخطو خطوة تمكننا من إستدراك هذا الفراغ باستثمار كل ما نملك من خبرات لكي نشركهم معنا في تحقيق هذا المبتغى بحيث سنتحول من مستهلكين للمعلومة إلى مساهمين في إنتاجها.

اخر ما كتب

السبت، 9 يوليوز 2011

اكرم خزام يحل ضيفا على جامعة ابن زهر باكادير



عرفت مدينة الانبعاث اكادير نقاشا إعلاميا غير مسبوق من خلال استضافة طلبة الإجازة المهنية في التحرير الصحفي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر للإعلامي العربي صاحب التوقيع الشهير عند نهاية كل مراسلة  أكرم خزام ..الجزيرة.. موسكو.
هذا اللقاء يأتي كبادرة نوعية من طلبة الصحافة باكادير في ظرفية خاصة يعيشها العالم العربي متسائلين عن مهنية القنوات العربية في التعامل مع القضايا الكبرى في محاضرة وجهت الى عموم جمهور المدينة و ألقاها أكرم خزام برئاسة جامعة ابن زهر التي عرفت قاعتها الفسيحة اكتضاضا ملفتا و كان اول ما سعى اكرم خزام الى توضيحه لعموم الحضور  هو مصطلح الثورة الذي بات يتردد كثيرا في مختلف القنوات العربية و الذي لا يمكن قبوله نظرا لان الثورة بحاجة الى اعداد و تنظيم و قادة و انها يجب ان تاتي بنظام جديد و هو ما لم يحدث الى يومنا هذا في جميع البلدان التي عرفت احتجاجات شعبية أطاحت بأنظمتها و هنا أشار إلى تبنيه مصطلح الاحتجاجات الشعبية لأنها الأنسب في وصف ما يحدث حاليا في الوطن العربي

كما عبر عن استغرابه و اشمئزازه لما آلت اليه الممارسة الصحفية بالقنوات العربية و انها اصبحت بعيدة كل البعد عن المهنية و اردف قائلا " صرنا اليوم نسمع بمصطلح شاهد العيان و هو جديد على تلفاز الوطن العربي و اعتماده كأساس لنقل المعلومات يضرب بالمهنية عرض الحائط لان جل هذه القنوات تأخذ حرفيا ما يقوله شهود العيان و تبثه دون التأكد من المعلومة و الجزيرة وقعت في هذا الفخ في تعاملها مع الاحتجاجات العربية ثم ان شاهد العيان هذا ليس بريئا بالمعنى الأخلاقي للكلمة لينقل المعلومة كما هي ولم يتم اللجوء إليه إلا عندما منعت هذه القنوات من تغطية الأحداث في مناطق التوتر و استبعد مراسلوها
و تساءل اكرم خزام حول فرضية ان تقود الجزيرة و مثيلاتها الثورات العربية و ان تطيح بالانظمة و استغرب كيف وصل هذا الطرح الى عقول الجماهير حيث اشار الى ان الجزيرة اقل من ان تسقط انظمة حكم و بانها لا تملك العصا السحرية لفعل ذلك مؤكدا ان الاجتجاجات الشعبية اتت كرد اعتبار المواطن لنفسه و لكرامته بعد صبر طويل  مستشهدا ببلده سوريا التي تفجرت فيها النخوة و السعي وراء الكرامة بمنطقة درعة بعدما اعتقل اطفال صغار و اقتلعت اظافرهم من طرف احد اقرباء النظام فقط لانهم قلدوا على سبيل الدعابة ما شاهدوه على شاشات التلفزيون و كتبوا على اسوار مدينتهم عبارات تهدد النظام  و هو ما فجر غضب الاهالي و تيقنوا من ان خلف ابتسامة حاكمهم البريئة شر مطلق و ان حماقته و عنفوانه اللذان منعاه من النزول الى الاهالي و الاعتذار منهم سيكون  ثمنهما سيول الدماء التي عرفتها سوريا مؤخرا.
و في اجابة عن تساؤل احد الحضور حول سر توقفه عن العمل بالجزيرة اجاب " انا لم اكن احبذ ان اطيل لحيتي (بالمعنى المجازي ) و فهمكن كفاية" .
ان المهنية يخلص اكرم خزام قلت بشكل ملفت في القنوات العربية و في مقارنة للجزيرة بقناة الحرة التي يعمل لحسابها اليوم اكد خزام عن ارتياحه التام للعمل في هذه الاخيرة لانها تعتمد على  مبدأ الخبر المقدس دون اقحام اي حسابات او خدمة اجندات معينة و التعامل المهني جدا مع المعلومة هو ما يميز القناة و هو ما غاب او غيب في الجزيرة اليوم سواء في تعاملها مع المعلومة او الخبر او في مهنية صحافييها الذين ما انفكوا يقحمون توجهات معينة للقناة بشكل فاضح دون مراعاة للمشاهد العربي المثقف الذي يعي ما يجري حوله و يتمتع بملكة التحليل  فعمل الصحفي كما يقول اكرم خزام هو شبيه بجرس الانذار الذي يرن للتنبيه الى حدوث خلل معين في الوقت المناسب دون ان يتجاوز هذه المهمة  و هو ما تنظمه أخلاقيات المهنة و توصي به جل المواثيق الدولية الجاري بها العمل في  مهنة الصحافة  .
و بلهجة حادة اعلن خزام تدمره من لامهنية القنوات العربية و على راسها الجزيرة بتباهيها بعرض صور دموية مروعة قد ترعب المشاهد و تخلق له حالة من القرف و الكوابيس و هو ما يدفعنا الى التساؤل عن الهدف من هذه الممارسات التي تشحن المتتبع للمشهد بمشاعر الرفض و الكراهية و الرغبة في الانتقام.
و ردا منه على استفسار يقول بكون قطر سعت الى امتلاك منبر اعلامي قوي لتعزز مكانتها في الشرق الاوسط و تلعب دور الفاعل في المشهد العربي و تسير الامور بطريقة تخدم اجندتها  اكد اكرم خزام على انه من حق اي بلد ان يملك منبرا اعلاميا قويا في مستوى الجزيرة و غيرها و ان الخطأ الاكبر هو حينما تقدم دولة ما على اغلاق مكتب قناة معينة فيها فهي بذلك تقدم خدمة كبيرة لهذه القناة و تزيد من نسبة مشاهدتها و تبعد مواطنيها عن قنواتها الرسمية و هنا استطرد قائلا انه على القنوات الرسمية ان تنتبه الى سياسات القنوات العربية الاخرى و تنهج طريقها لإعادة الثقة بينها و بين المواطن مستدلا في ذلك بالتلفزيون السوري الذي لم يات يوما باحد المعارضين للنظام ليفسح له مجالا للحديث و التعبير عن موقفه  حتى تكون الامور واضحة امام الشعب بل تصرف بحماقة لنصرة نظام فقد شرعيته لدى المواطنين.
و بتفاؤل كبير نوه اكرم خزام بسياسة المغرب الذكية في التعامل مع الحراك الاجتماعي الذي شهدته البلاد الى حين الاعلان عن دستور جديد يساير العصر و يشرك المواطن في الاختيار و يخدم تطلعات الشعب و كل هذا دون اراقة دماء ابناء هذا الوطن و هو ما استحال على البلدان الاخرى القيام به .

صفاء الهراز


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع إلكتروني إعلامي، عين و لسان كل صحفي

IJAPRESS. يتم التشغيل بواسطة Blogger.